عاشتا ياسمين وأميرة ست سنوات في هذه الجزيرة وقد تعلموا ما لم يتعلموه في الحياة ، واستطاعوا إن يتأقلموا مع هذه الحياة البدائية الطبيعية ، حتى جاء يوم هبت فيه الرياح والأعاصير كان هذه الرياح جاءت لتقتلع ياسمين وأميرة من هذه الجزيرة .
في هذا التوقيت ومع هذه الأعاصير كانت تسير سفينة في المحيط فجرفتها الأعاصير والرياح إلى هذه الجزيرة التي ارتطمت بها كأنها ترتطم بقلوب ياسمين وأميرة ، اللتى انتفضتا من مكانهما والخوف يقتلهم مما يحدث كأنهم يتذكرون ما حدث لهم منذ ست سنوات ورائهم طاقم السفينة وعرفوا ما حدث لهم فأخذوهم معهم إلى ايطاليا .
كانت المفاجئة تهز كيان أميرة وياسمين فلا يعلمان هل يفرحان بعودتهم أم يحزنان ولكن لم يستطيعون إن يغيروا شيء فكل واحدة تريد العودة إلى بيتها ، وبعد وصولهم لمصر التي لم يعلم احد فيها بأنهم مازالوا على قيد الحياة ودعتا أميرة وياسمين بعضهما في المطار بدموع كان احد يقتلعهم من جذورهم وافترقا دون إن تعرف كل واحدة كيف ستتصل بالأخرى كانت هذه رغبتهما هم الاثنين إن يفترقا على أمل إن يجمعهم القدر مرة أخرى كما جمعهم قبل ذلك .
ذهبت أميرة إلى بيتها فوجدته مغلق كانت أميرة ليس لها احد غير والدتها ، طرقت باب الجيران وهى صديقتها السابقة سوسن فعلمت منها إن والدتها توفت وأوصت إن تبقى الشقة كما هي لأنها كانت تشعر انك سوف تعودين مرة أخرى انهارت أميرة من البكاء وفتحت باب الشقة فوجدت الشقة كما تركتها منذ ست سنوات لم يتغير فيها شيء سوا عدم وجود والدتها التي كانت تعتبرها أميرة بمثابة الحب والعائلة وكل شيء لها .
بعد عدة أيام عندما استجمعت أميرة قوتها وسالت سوسن على إسلام خطيبها فقالت لها أنة تزوج وسافر إلى إحدى الدول وان لدية الآن ولد وبنت فضحكت أميرة وتذكرت كلام إسلام إن مهما غابت عنة فسيظل راهبا لها لن يتزوج ولن يفكر في احد سواها ، وبدأت أميرة تتأقلم على الحياة في بيتها من جديد ولكن كان هناك شيء داخلها فهي تشتاق إلى ياسمين وتتمنى إن تعرف ماذا حدث لها .
على الطرف الأخر وصلت ياسمين إلى بيتها فطرقت الباب ففتحت لها فتاة في الثامنة عشر من عمرها أنها زينب ابنتها الكبيرة لقد أصبحت شابة جميلة فتقدمت نحوها واحتضنتها كأنها تحتضن ست سنوات وكانت الدهشة ترتسم على وجه زينب ولكنها تذكرت ملامح أمها فاحتضنتها ولكن ليس بالقوة التي كانت تحتضن بها ياسمين ابنتها.
ودخلت ياسمين شقتها فكان كل شيء قد تغير في الشقة ليس بة شيء نهائيا كل ألوان الشقة ألوان لا تحبها وكل الأثاث كلها أشياء ليس فيها من زوقها ولا هذا بيتها الذي تعرفه ، بعد قليل جاءت فاطمة ابنتها الثانية كانت فتاة في الخامسة عشر من عمرها وتقدمت بلهفة على والدتها وكأنها كانت خيال بالنسبة لها ولكن خيال جميل .
وما هي إلا نصف ساعة حتى وجدت الباب يفتح ويدخل زوجها إبراهيم وما أن راءها حتى أصيب بصدمة وكأنة أصيب بشلل تام في كل جسده وهى أيضا أصابها شيء داخلها لم تشعر بلهفة كما شعرت ناحية بناتها ، وظلت تنظر إلية وهو ينظر إليها كأنهم يعيدون تذكر ما كان بينهم وجاء صوت من الداخل إبراهيم وظهرت سيدة في العشرينات من العمر فنظرت لها ونظرت إلى إبراهيم الذي كان واقفا في مكانة وكل الأعين تتجه نحوه كأن علية إن يتحدث هو وليصمت الجميع .
ولكن تحدثت ياسمين واقتربت من السيدة وقالت لها أنا أم زينب وفاطمة ولم تقل أنا زوجة إبراهيم كأنها تحل الجميع من صدمة وصولها ولكي تطمئن هذه السيدة ونظرت لها السيدة وتدعى هالة ورحبت بها ولكن ترحيب المرتقب لما سيحدث بعد ذلك .
وجلست ياسمين وبدا تحكى لهم ما حدث وأخيرا تحدث إبراهيم مرحبا بها وطلب من الجميع إن يتركوه مع ياسمين ليتحدث معها فهي ما تزال زوجته وفعلا تركتهم هالة والبنات وشرح لها أنة انتظر عامين ولكن لم يستطع فتزوج ، وقبل إن يكمل قالت له اعلم أنة كان سيحدث هذا وهذا من حقك ولكن أريد أنا أعيش مع بناتي وافق إبراهيم فورا فهو حقها .
ولكن كانت المفاجئة برفض البنات الإقامة معها على وعد بان يزورها ويمرون عليها يوميا ولكن لن يستطيعوا إن يغيروا مكان بيتهم وعاشت ياسمين في شقتها الجديدة ولكن كانت تشعر بالحنين إلى أميرة ولكن كيف تراها فلا تعرف لها عنوان ولا هاتف وشعرت إن القدر سيجمعهم مرة أخرى
كانت أميرة تجلس وتتذكر ياسمين وضحكاتهم وحنيتها وتتذكر ما كان بينهم ولكن كيف ستصل إلى ياسمين ، تذكرت فجأة ما قالته لها أنها تحب كافية وكانت دائما تجلس فيه قررت الذهاب وتتمنى إن ترها فقط لدقائق وفعلا ذهبت أميرة إلى الكافية ولم تجد ياسمين كانت تذهب شبة يومي كأن هناك موعد للقاء حتى أصبحت معروفة في المكان شهر تذهب وتجلس على أمل اللقاء .
وفى إحدى الأيام وهى تقف للخروج من المكان وجدت ياسمين تدخل وما إن رئتها حتى شعرت بدور فأغمى عليها وتنبهت ياسمين إليها قبل إن تسقط أرضا فجرت عليها وأمسكت بها وأجلستها على الطاولة وحاول الجميع إن يجعلوها تفيق ولكن كانت في عالم أخر فهي لا تشعر ولا ترى غير ياسمين التي احتضنتها وحاولت إن تفيق واقتربت منها ففتحت أميرة عينها ونظرت إلى ياسمين واستردت وعيها وقامت أميرة وياسمين وانصرفوا وذهبوا إلى بيت أميرة وجلستا الاثنتين يحكون ما حدث لهم .
وظلت أميرة وياسمين مقيمتان مع بعض ولكن كانوا يشعرون بشيء داخلهم حتى جاءت أميرة إلى ياسمين وسألتها أية رأيك نرجع الجزيرة تانى نظرت لها ياسمين نفس إلا بفكر فيه بس كنت خايفه ترفضي ، طبها موفقة .
وتركت ياسمين وأميرة كل شيء ورائهم ولم تفكر اى وحدة منهم في هذا العالم وعادوا إلى جزيرة قوس قزح التي استقبلتهم بالقوس الذي طالما كان رفيهم طوال الست سنوات الماضية ووجدوا الجزيرة التي تركوها كما هي ولأول مرة منذ الست سنوات تقول ياسمين لأميرة وأميرة لياسمين بحبك كلمة تأخرت كثيرا وكانت في داخلهم ولكن لم يعرفوا متى يكون وقتها وقد حان وقتها الآن وعاشوا في تبات ونبات بس مخلفوش صبيان وبنات
وتستمر الأحداث - بجمالها وقبحها ، بحلاوتها ومرها ،وتستمر لدغات العقرب ، ويستمر القوس في الظهور ، فلا احد يعلم ماذا سيحدث بعد ذلك هل تعودان مرة أخرى إلى وطنهم أم تستمران في الجزيرة ، أتمنى يوصلكم إلا حبيت أوصلة من القصة وتكون أعجبتكم , تحياتي